أخبارالاداب والاخلاق
أهميـة ستـر المسلميـن
قـال الـعَلّامَـة السَّعْـدِي رَحِـمَـهُ الله تعالى:
واعلـم أن للخيـر والشـر علامـات يُعـرف بهـا العبـد.
فعلامـة سعـادة الإنسـان : أن تـراه قاصـدًا للخيـر لكافـة المسلميـن ، حريصًـا علـى هدايتهـم ونصيحتهـم بمـا يقـدر عليـه مـن أنـواع النصـح ، مؤثـرًا لستـر عوراتهـم وعـدم إشاعتهـا ؛ قاصـدًا بـذلك وجـه الله والـدار الآخـرة .
وعلامـة شقـاوة العبـد : أن تـراه يسعـى بيـن النـاس بالغيبـة والنميمـة ، ويتتبـع عثراتهـم ويتطلـع علـى عوراتهـم .
فـإذا سمـع بشـيء صـدر منهـم مـن المكـروه أشاعـه وأذاعـه ؛ بـل نشـر معـه شرحًـا مـن ابتداعـه ، فهـذا العبـد بشـرِّ المنـازل عنـد الله ، مقيـت عنـده ، متعـرض لمساخطـه ، يوشـك أن يفضحـه فـي دنيـاه قبـل أُخـراه ، إن لـم يتـدارك نفسـه بالتوبـة النصـوح وتبديـل السيئـات بالحسنـات .
فحقيـقٌ بمـن لنفسـه عنـده قيمـة : أن يربـأ بهـا عـن هـذه الخصلـة الذميمـة ؛
ويتأمـل معنـى قولـه ﷺ : «مـن ستـر مسلمًـا ستـره الله فـي الدنيـا و الآخـرة» [رواه مسلـم] .
وقولـه ﷺ : «يـا معشـر مـن آمـن بلسانـه ولـم يدخـل الإيمـان قلبـه : لا تـؤذوا المسلميـن ولا تتبعـوا عوراتهـم ؛ فإنـه مـن يتبـع عـورة أخيـه يتبـع الله عورتـه ، ومـن يتبـع الله عورتـه يفضحـه ولـو فـي جـوف بيتـه». [رواه الترمـذي وصححـه الألبانـي] .
(الحـث علـى اجتمـاع كلمـة المسلميـن)