أخبارالاداب والاخلاق

أدّب ابنك دون تعنيف

لايزال أسلوب تربية الأولاد الأمثل مثار جدل وأخذ وردّ لاسيما فيما يتعلق بمعاقبة الأطفال على السلوكيات غير السليمة. فلابد للوالدين أن يعتمدا على أسلوب العقاب والثواب لأبنائهم وتأسيسهم منذ الصغر، ولكن شريطة ألا يصل العقاب إلى الإيذاء النفسي أو البدني. فلابد من ضرورة تأديب الطفل دون تعنيف ونتذكر رسول الرحمة صلى الله عليه وسلم وموقفه مع عمر بن أبي سلمة وهو طفل فيقول عمر بن ابي سلمة «كنت غلاما في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا غلام سمّ الله وكل بيمينك وكل مما يليك فمازالت تلك طعمتي بعد، ومن ذلك ما ذكره أنس رضي الله عنه «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقا فأرسلني يوما لحاجة فقلت: والله لا أذهب، وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبي الله صلى الله عليه وسلم فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في السوق فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قبض بقفاي من ورائي، قال: فنظرت إليه وهو يضحك فقال: يا أنيس أذهبت حيث أمرتك؟ قال: قلت نعم أنا ذاهب يا رسول الله، قال أنس والله لقد خدمته تسع سنين ما علمته قال لشيء صنعته لم فعلت كذا وكذا أو لشيء تركته لما فعلت كذا وكذا.

أليس هذا يبرر التوجيه النبوي لطفل اساء عند تناوله الطعام فأرشده للصواب فيه. وفي حديث أنس نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قابل تقاعس أنس بضحكه وناداه بالتصغير «أنيس» تلطفا به ودون ان يعنفه النبي صلى الله عليه وسلم على تقاعسه، وبين أنس أن هذا كان خلق النبي صلى الله عليه وسلم معه طوال تسع سنين خدمه فيها، وهذا الأسلوب التربوي المبني على الصبر والحلم والتجاوز عن الأخطاء والتعزيز الإيجابي منهج يقصر دونه كل رجالات التربية في الأرض وهذا من كمال شخصه الكريم وباب عظيم من أبواب التربية.

المصدر : الانباء