مقالات ودراسات
دعاة حول اللحوم الاصطناعية»: حلال ولكن بشروط
بعد ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي بأن اللحوم الاصطناعية مسموح بتناولها، وأكد المجلس الأعلى للشؤون الدينية في تركيا انه ليس لدى المجلس فتوى تفيد بأن اللحوم الاصطناعية حلال، توجهنا الى علماء الشرع بالسؤال: هل اللحوم المصنعة حلال أم حرام؟ فأجابوا بالآتي:
في البداية، قال العميد السابق لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية د.عجيل النشمي ان اللحم المصنع ويطلق عليه اللحم المزروع واللحم المختبري وهو اللحم الذي ينتج من زراعة الخلايا الحيوانية في المختبر بدلا من الأخذ المباشر من الحيوانات، فإذا كان تصنيع هذه اللحوم من مواد نباتية ويضاف عليها نكهات وطعم اللحوم الحيوانية فهذه جائزة تبعا لأصلها النباتي، وخاصة اذا كانت بقصد البحث العلمي المفيد في مجال تحسين النوع أو العلاج أو استخلاص العقاقير، ويبدو أن اللحم المصنع بالمعنى السابق نوع من الاستنساخ، وجاء في قرار مجمع الفقه الاسلامي في بند:
رابعا: يجوز شرعا الأخذ بتقنيات الاستنساخ والهندسة الوراثية في مجالات الجراثيم وسائر الأحياء الدقيقة والنبات والحيوان في حدود الضوابط الشرعية بما يحقق المصالح ويدرأ المفاسد.
ولذلك أجاز المجمع أخذ خلايا بشرية للأغراض الطبية، فأجاز أخذ «الخلايا الجذعية»، وهي خلايا تستخلص من «الحبل السري» بعد الولادة، وهذه الخلايا المأخوذة منه تساهم في إعادة بناء خلايا الدم والجهاز المناعي للمرضى المصابين بأمراض الدم كاللوكيميا – سرطان الدم-، والأنيميا، كما قد تستخدم في علاج أمراض الأعصاب، كالشلل الدماغي، والزهايمر، وغيرها من الأمراض، والذي يظهر: ان اللحم المصنع حلال شرعا إذا أخذت الخلايا الجذعية من حيوان يحل ذبحه مع عدم استخدام الدم في التصنيع لأن الدم نجس. والله أعلم.
حلال شرعاً
بدوره قال د.بسام الشطي أن الحكم على الشيء فرع عن تصوره فاللحوم المصنعة، أي ما يصنع اللحم المخبري من خلال أخذ خزعة من الحيوان المراد تصنيع اللحم منه، في معظم الأحوال سيكون بقرة أو دجاجة مثلا، وبعدها تؤخذ الخلايا الجذعية من العينة وتوضع في مفاعل حيوي خاص حيث تغذى بالجلوكوز والأحماض الأمينية والفيتامينات والمعادن، ويسمح هذا المزيج من الخلايا والعناصر الغذائية في ظروف خاصة بتطوير الخلايا الجذعية إلى خلايا عضلية ناضجة تصير فيما بعد اللحم المستزرع.
كل اللحوم تبدأ بالخلايا وتحتاج هذه الخلايا إلى التغذية لتنمو طبيعيا كما في الأبقار أو الدجاج.
ويقول المؤسس المساعد لشركة «إيت جست»، التي تسوق المنتجات البديلة للبروتين والتي حصلت على الموافقة السنغافورية، إن الدجاج المصنع مخبريا أنتج من المفاعل الحيوي، وهو جهاز تتم فيه التفاعلات والتغيرات الكيميائية، ويبين أن هذا اللحم يحتوي على بروتين عال ومصادر غنية من المعادن.
ان استزراع الخلية بحجم بيضة من الممكن أن ينتج لحما أكثر بملايين المرات عن حظيرة الدجاج المكدسة بـ 20 ألف دجاجة. وكذلك فإن تكاليف الطاقة أقل كثيرا ولا تهدر أي أجزاء من الحيوانات.
وعن الحكم الشرعي للحوم المصنعة اكد د.الشطي أن اللحم المصنع حلال شرعا إذا أخذت الخلايا الجذعية من حيوان يحل ذبحه مع عدم استخدام الدم أو مصل الدم في عملية تصنيعه، والله أعلم.
نوعان
بدوره قال د.سعد العنزي ان الحديث عن اللحم المصنع على نوعين مختلفين، الأول: لحم أخذ من حيوان ميت وذبح بطريقة شرعية وصنع منه أنواع متعددة من الأطعمة فلا بأس في استعماله لأنه لحم حلال أخذ من حيوان أصله حلال.
الثاني: فهو مختلف عن الاول حيث انه لحم مصنع أخذ من خلايا جذعية من حيوان ويوضع في مفاعل حيوي خاص، حيث تغذى بالجلوكوز والأحماض الأمينية والفيتامينات والمعادن، حيث يسمح هذا المزيج من الخلايا والعناصر الغذائية في ظروف خاصة بتطوير الخلايا الجذعية الى خلايا عضلية ناضجة تصبح فيما بعد اللحم المستزرع.
وهناك جدل شرعي معاصر حول شرعية هذه الطريقة ولكن أعتقد ان حديث النبي صلى الله عليه وسلم قد يكون مفتاحا للفتوى لهذه المسألة «ما قطع من البهيمة وهي حية فهو ميتة»، فإن أخذ من الجزء المقطوع من الحيوان وهو حي فحرام حيث يعد كالميتة.
وإن أخذت الخلايا الجذعية من حيوان ميت فأعتقد اننا نحتاج الى رأي العلماء المختصين بهذه العملية لمناقشة تفاصيل تلك الإجراءات وكيفية صناعتها ثم تتم مناقشتها شرعا، مع العلم ان هناك من الباحثين من بحث وأجازه بشرط عدم استخدام الدم او مصل الدم في عملية التصنيع.
تشديد الرقابة
من جهته، قال د.جلوي الجميعة: عند الإجابة لا بد أن نفرق بين نوعين من اللحوم المصنعة، الأول: اللحوم المصنعة مخبريا والمأخوذة من خلايا جذعية من الحيوان.. فهنا الحكم يأخذ حكم ما أخذ منه فإن كان الحيوان حلالا وذبح بطريقة الذبح الشرعية فاللحم المصنع هنا يكون حلالا وأما إن كان ما أخذ منه ميتة او لحم خنزير فهو محرم أكله.
الثاني: ان اللحوم المصنعة مأخوذة مواد تكوينها من مواد طبيعية ليست بلحوم فهي حلال بشرط ألا يخالطها محرم وفي الأمرين لا بد من معرفة هل هناك ضرر مباشر أو آثار جانبية على المستهلك أم لا.. ففي حالة توقع الضرر وهو الغالب تكون هذه اللحوم حراما، ومن هنا لابد من تشديد الرقابة من الجهات المعنية لمعرفة انواع هذه اللحوم وهل هي حلال ام محرم أكلها ومدى ضررها على المستهلك والاستعانة بالمراكز الشرعية العالمية المعتمدة للذبح الحلال.
المصدر: الأنباء الكويتية