الاداب والاخلاق
التغافل
بقلم: د. عبدالعزيز حمود المشيقح
🪞التغافل هو الترفع عن الدنايا وسفاسف الأمور وهفواتها التي لا تغير الحقائق ولا تبدد الحقوق ولا تحط من الكرامة ولا تقر مُنكراً ولا تنكر معروفاً ولا تؤصل لباطل.
🪞التغافل لغة لا يفهمها إلا النفوس الراقية التي تقدر الشعور الإنساني
🪞التغافل يعلمنا أن ما بنته السنوات لا يمكن أن تهدمه الهفوات.
🪞لقد ضرب نبي الله يوسف عليه السلام أروع الأمثلة في التغافل عن تطاول اخوته في حقه
🪞قال تعالى: ﴿ قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَاناً وَاللّهُ أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ ﴾ يوسف
🪞أليس من أسماء الله تعالى الحُسنى (العفو) جل جلاله: هو الكثير العفو والصفح، إلى ما لا نهاية له، فلولا عفوه لهلك أهل الأرض ومن فيها، لكثرة ما يعصى في حقه، ليلًا ونهارًا
🪞 في القرآن الكريم آيات كثر تحث المؤمنين على العفو والصفح والتسامح فيما بينهم منها:
🪞 قال تعالى: (.. فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) البقرة
🪞وقال تعالى:
(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ) المؤمنون
🪞 سُئِلت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها عن خُلُقِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قالت: ” لم يكن فاحشًا ولا مُتَفَحِّشًا ولا صَخَّابًا في الأسواقِ، ولا يَجْزِي بالسيئةِ السيئةَ، ولكن يَعْفُو ويَصْفَحُ ” رواه الترمذي.
🪞قال معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه: “العقلُ: ثلثُه فطنةٌ، وثلثَاه تغافلٌ “.
🪞قال الإمام أحمد رحمه الله: ” تسعة أعشار حُسن الخلق في التغافل “.
🪞 جاء في روضة العقلاء ونزهة الفضلاء قال أَبُو حاتم رَضِيَ اللَّه عنه: ” من لم يعاشر الناس على لزوم الإغضاء عما يأتون من المكروه وترك التوقع لما يأتون من المحبوب كان إلى تكدير عيشه أقرب منه إلى صفائه وإلى أن يدفعه الوقت إلى العداوة والبغضاء أقرب منه إلى أن ينال منهم الوداد وترك الشحناء ومن لم يدار صديق السوء كما يداري صديق الصدق ليس بحازم “.
🪞 قال ابن الأثير – رحمه الله – مُتحدثًا عن صلاح الدين الأيوبي: ” وكان صَبورًا على ما يكره، كثير التغافل عن ذنوب أصحابه، يسمع من أحدهم ما يكره، ولا يُعلمه بذلك، ولا يتغير عليه “.
🪞قال الحسن البصري رحمه الله: ” ما استقصى كريم قط “.
🪞 قال الأعمش رحمه الله: ” التغافل يُطفئ شراً كثيراً “.
🪞قال ابن المبارك رحمه الله: ” المؤمنُ يطلبُ المعاذيرَ، والمنافق يطلب الزلات “.
🪞 التغافل يمنع الجدال ويضمن سلامة الصدر والألفة والمحبة.
🪞 التغافل يعطي الطرف الآخر الفرصة لمراجعة النفس وتهذيبها.
🪞 التغافل لا يضخم الأمور ولا يرسخها بل يجعلها تمضي على أنها زلة عابرة وهفوة لا قيمة لها.
🪞 التغافل يقوم السلوك بابتسامة عاتبة أو بنظرة
🪞 التغافل يكون عن السلوك نفسه وليس عن فاعله لنعينه على نفسه وعلى تصويب ما بدر منه.
🪞 التغافل لغة لا يقوم بها ولا يفهمها سوى كبار العقول، أصفياء النفوس، من يهتمون بكسب الأفراد قبل كسب المواقف.
🪞 التغافل صحة جسدية وراحة نفسية وعبادة حسية وفقنا الله وإياكم لكل خير.