أخبار

الطرق العشر لاستغلال العشر

حريٌّ بكل موفق وموفقة أن يعدوا العدة لاستغلال العشر الأول من ذي الحجة أحسن استغلال، واغتنامها أبلغ اغتنام، وقبل كل شيء لابد من استحضار النية والعزيمة الجادة الصادقة، في الاجتهاد في هذه العشر، ثم على المرء أن يضع نصب عينيه ان هذه الايام الفاضلة سرعان ما تنقضي كعادة مواسم الفضل وأزمنة الخير، وإذا أردنا دليلا على ذلك فلنسأل أنفسنا اين ذهب رمضان؟ هل شعرنا به؟ كيف دخل ومتى خرج؟

وحتى لا نندم على فوات هذه المواسم ولات ساعة مندم، ها أنا ذا أضع طرقا عملية عشرة أركز فيها على أهم ما يجب الحرص عليه في هذه العشر من صنوف العبادات وأنواع الطاعات.

1 ـ الحرص على أداء الواجبات من صلاة وزكاة، وبر وصلة لوالدين ورحم، فإن المرء لن يجد ما يتقرب إلى الله به اعظم من الاتيان بما أوجب الله عليه كما جاء في الحديث القدسي: «وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه». رواه مسلم

2 ـ الإكثار من ذكر الله تعالى، فقد جاء الأمر والحث على الذكر في كل وقت على وجه العموم، ثم جاء الأمر بذكر الله في أزمنة خاصة ومواسم فاضلة، منها عشر ذي الحجة، قال تعالى: (ويذكروا اسم الله في أيام معلومات) الحج 28، وهي العشر الأول من ذي الحجة.

وكذا حث النبي صلى الله عليه وسلم على الذكر في هذه العشر تحديدا كما جاء عند أحمد، قال: «فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد». رواه أحمد المسند

3 – الحرص على التكبير وهو من أخص ما ورد في الذكر في هذه العشر، وهذا التكبير من السنن المهجورة التي حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم، فلا ينبغي إهماله والتفريط فيه، وينبغي كذلك الحرص على إظهاره وإعلانه.

فهذه سنة الصحابة وهديهم رضي الله عنهم، فقد روى البخاري في صحيحه أن أبا هريرة وابن عمر رضي الله عنهما كانا يخرجان إلى السوق في العشر فيكبران ويكبر الناس بتكبيرهما.

4 – قيام الليل: وهو داخل في عموم العمل الصالح في حديث ابن عباس وابن عمر، ولا شك أن قيام الليل من أجلّ العبادات التي يندب إليها، ولهذا جاء عن سعيد بن جبير، رحمه الله، وهو من روى حديث ابن عباس انه كان، رحمه الله، يقوم الليل ويجتهد اجتهادا عظيما ما يكاد يقدر عليه وكان يقول رحمه الله: يا أهل القرآن لا تطفئوا سرجكم (إشارة إلى عدم الفتور في القيام).

5 – الصيام: وهو داخل كذلك في عموم العمل الصالح في العشر الأول فلم يستثن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا.

6 – قراءة القرآن: ومعلوم ما فيه من الفضيلة المترتبة على كل حرف يقرؤه الإنسان، ولو أننا قرأنا في كل يوم ثلاثة أجزاء في هذه العشر، فمعنى ذلك أن الإنسان سيختم القرآن بهذه الطريقة السهلة الميسرة مع قراءة متأنية متدبرة خاشعة.

7 ـ الدعوة إلى الله تعالى: ومما اقترحه أن يكون لكل واحد منا جهد دعوي ولو يسيرا في محيط أهله وأقربائه ومكان عمله ومدرسته وجامعته، نذكّر الناس فيه بفضل هذا العشر إما بكلمة أو بشريط أو بمطوية أو بكتيب.

8 – طلب العلم الشرعي: فهو لا يخفى أنه داخل دخولا أوليا في العمل الصالح في هذه العشر.

9 – بر الوالدين والإحسان إليهما وبذل المعروف لهما ولين الجانب معهما وقضاء حوائجهما والدعاء لهما واستقطاع الإنسان من وقته للجلوس معهما وتعليمهما ما يكون فيه نجاتهما.

10 – الصدقة: يستحب للإنسان الإكثار من الصدقة في هذه العشر، ومما يندب اليه فيها الصدقة باللحم ونفع الفقراء، فإن الذبح عبادة من أجلّ العبادات التي حبها الله سبحانه وتعالى لما فيها من الامتثال لأمر الله القائل (فصل لربك وانحر) الكوثر: 2، وفيها نفع للفقراء ومواساة لهم، وفيها الاقتداء برسول البشرية وهادي الإنسانية، صلوات ربي وسلامه عليه عدد ما ضحى مضحٍ وأهدى مهدٍ، وعدد ما حج حاج واعتمر وعدد من وقف بعرفة والمشعر.

المصدر: الأنباء