اللغه العربيه وعلومها
تعليم وإنتشار اللغة العربية
تواجه اللغة العربية وتعليمها العديد من المشاكل حالياً. تسبب الثنائية اللغوية في الوطن العربي مُشكلة في تعليم اللغة العربية، فهناك بواق من لغات قديمة في العديد من البُلدان العربية. على سبيل المثال، اللغة “النوبية” في شمال السودان وجنوب مصر و”الأثورية” (من بقايا الآشورية) و”الكردية” في العراق و”الأرمنية” في بلاد الشام و”الأمازيغية” في شمال إفريقيا. ولذلك فتعلم سكان تلك المناطق لهذه اللغات في بداية حياتهم يَجعل تعلم العربية لاحقاً أمرا صعبا. وهذا عدا عن مشكلة اللهجات العربية، فالسكان المحليون يُفضلون تحدث اللهجات العامية ولا يتحدثون الفصحى على نطاق واسع. وقد بدأت الكتابة العامية بالانتشار خاصة على الإنترنت والمواقع الاجتماعية، مما أصبح يُشكل تهديدا حقيقيا للغة العربية الفصحى. وبالإضافة إلى هذا فقد بدأت المدارس العالمية التي تُدرّس باللغة الإنكليزية بالانتشار بشكل واسع مؤخرا في الوطن العربي، مما يُشكل أزمة إضافية للغة العربية وتهديدا آخر لها. وغير المدارس العالمية، فالجامعات هي مُشكلة أخرى، فاللغة العربية تواجه ضعفا شديدا في توفير بدائل عربية للمصطلحات الحديثة. ولذلك فقد أصبحت المواد في الجامعات تُدرّس باللغة الإنكليزية، وهذا أيضا يُسبب مشكلة للغة العربية.
في النصف الثاني من القرن العشرين بدأت معاهد تعليم اللغة العربية بالظهور، لكن واجهت هذه المعاهد مُشكلة، فيجب استخدام مناهج مُختلفة لتعليم الكتابة العربية لغير الناطقين بها عن تلك التي تُستخدم لتعليم الكتابة للعرب، ولم يَكن هناك خبراء لإعداد المناهج المناسبة، وقد استمر الوضع هكذا حتى بدأت معاهد جديدة تُفتح في أواسط السبعينيات لحل هذه المُشكلة، مثل “معهد الخرطوم الدولي للغة العربية”، وقد نجحت المعاهد بعلاج المشكلة نوعا ما في البلدان العربية، لكن تعليم العربية خارج الوَطن العربي ما زال يواجه المشكلة نفسها.
وتبرز أمام تعليم اللغة العربية في أوروبا عدة تحديات، أولها ضعف المستوى التعليمي العام مع أن الإقبال على تعلم العربية في ازدياد، ولكن قلة المؤهلين للتدريس تأهيلا مناسبا يؤدي إلى ضحالة في التحصيل العام. وثانيها تشتت جهود كثير من القائمين على تعليم اللغة العربية وغياب التعاون على مستوى المناهج وانعدام التنسيق وتبادل الخبرات في إطار عمل مؤسساتي، رغم محاولات جادة وإيجابية تظهر أحيانا في بعض المشاريع. وثالثها تهميش وقلة اعتبار للغة العربية في أوروبا، مع تقهقر تدريجي وخطير في استعمالها. في الولايات المتحدة، ارتفع عدد الطلاب الدارسين للغة العربية من سنة 2002 حتى سنة 2006 بنسبة 126.5% ليصل إلى 23974 طالب وهي اللغة العاشرة الأكثر طلباً في المستوى الجامعي. فضلاً عن ذلك، فهي اللغة الرابعة أو الثانية الأكثر طلباً في المملكة المتحدة وفقاً لتقرير رسمي نشره المجلس الثقافي البريطاني. اللغة العربية هي اللغة الثالثة الأكثر انتشاراً في الأرجنتين، فوفقاً لبعض الإحصائيات يتحدث حوالي مليون شخص العربية جميعهم من أصول عربية. وفي بلجيكا تحتل اللغة العربية المركز الرابع في بروكسل من حيث عدد المتحدثين. أما في فرنسا والسويد فهي اللغة الأم الأجنبية الأولى الأكثر انتشاراً، وذلك نتيجة الهجرة واللجوء. وفي فنلندا أصبحت اللغة العربية في المرتبة الثالثة من حيث الناطقين بها كلغة أم. تأتي اللغة العربية في المركز الثاني من حيث اللغات الأم الأجنبية الأكثر انتشاراً في تركيا أيضاً. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت دراسة حديثة مُفاجِئة أن العربية هي اللغة الأجنبية الثانية الأكثر انتشاراً في أستراليا.
تحظى اللغة العربية بشعبية واسعة في كوريا الجنوبية، حيث أن نسبة اختيارها كلغة ثانية هو 70%، أي أن سبع طلاب من كل عشرة يختارونها في امتحانات «السونيونغ» الكورية. علاوةً على ذلك، تحظى اللغة العربية بمرتبة خاصة في الفلبين (إلى جانب اللغة الإسبانية)، وذلك بالإضافة إلى كل من باكستان وبنغلاديش والنيجر ومالي والسنغال.
المصدر: ويكيبيديا