غير مصنف
مع بعض أعلام الوقف: السيد عيسى بن أحمد سيادي (1251 – 1339هـ = 1836 – 1921م) ( واقف في مجال العمل الخيري )
بقلم: د عبدالمحسن الجارالله الخرافي الأمين العام السابق للأمانة العامة للأوقاف بدولة الكويت
هو: عيسى بن أحمد بن سيادي بن يوسف ( ورد اسمه بمدونة بشار الحادي وفق دفتر يشير إلى ثلث عيسى بن أحمد سيادي بصيغة: عيسى بن أحمد سياديه ) ، المولود عام 1251هـ الموافق لعام 1836م في فريج (بحسب تعريف الموسوعة الكويتية المختصرة) هو الحي من أحياء المنطقة، والفريج أصلها فريق ) “سيادي” في مدينة “المحرق” التي كانت عاصمة للبحرين في ذلك الوقت. درس في طفولته على مشايخ الكُتّاب، وأخذ عنهم مبادئ ما كان شائعاً من العلوم آنذاك، ثم انتقل في شبابه إلى العمل مع والده تاجر اللؤلؤ المعروف حتى غدا من كبار التجار. كان من رجال الرأي والمشورة، ومرجعاً لرجال القضاء في فصل المنازعات الناشئة بين المواطنين، نظراً لما كان يتمتع به من عقل مستنير، وبصيرة ثاقبة. وقد كان أحد الموقعين على الوثيقة التي حررها الشيخ عيسى بن علي آل خليفة لتعيين ابنه الشيخ حمد ولي عهده عام 1896م.
إسهاماته في مجال الوقف والعمل الخيري:
– عُرف مجلسه بإفطار الصائمين من الفقراء وعابري السبيل في شهر رمضان الكريم، وكان يَكرم الضيف ويساعد كل محتاج في محنته وعوزه.
– قام على تنفيذ وصية شقيقه الأصغر جاسم المتوفى عام 1916م، والذي أوصى بثلث ماله وحلاله لفعل الخير وأعمال البر من أضحية، وماء سبيل، وصدقة على الأرحام والفقراء والمساكين، وقد نفذ وصيته على أكمل وجه.
– أوصى بثلث ماله لفعل الخيرات والمبرات، وتولى ابنه عبد الله تنفيذ وصية والده، ومن أوجه صرف ثلث ماله: طالب العلم، حيث صرفت لمساعدة الشيخ محمد كمال بن الشيخ قاسم المهيزع قاضي البحرين أثناء سفره في طلب العلم. وكذلك مساعدة الفقراء والمساكين، والصرف على عدة مساجد منها: مسجد المنامة، ومسجد النجادة في المحرق، ومسجد في الأحساء، ومسجد الذوادي، ومسجد رأس رمان، ومسجد بن ناجم، ومسجد الجامع في المنامة، ومسجد الحد، ومسجد الزلاق، ومسجد مبارك بن خليفه، ومسجد بن شدة، ومسجد السادة في الحد، ومسجد المشاري، ومسجد بن جودر. كما كان من أوجه صرف ثلثه أيضاً: إعانة المتضررين في حريق المنامة، وشراء اللحوم لتوزيعها في شهر رمضان الكريم، وكسوة ملابس العيد للفقراء، وكذلك حفر عين الماء، وإعانة المدارس، وشراء الكتب. ولم تقتصر أوجه الفعل الخيري على البحرين، بل امتدت إلى الخليج العربي، وحضرموت، والرويس، والأحساء، والدمام، وفلسطين، ودبي، والهند.
أما إسهاماته الوقفية فقد تمثلت في:
– بناء مسجد بالاشتراك مع شقيقه الحاج جاسم، وذلك قبل عام 1297هـ الموافق 1880م قرب بيتهم في المحرق، وعُرف المسجد بمسجد سيادي.
– أوقف على مسجده العمارة الكائنة في المحرق المجاورة لعمارة بن رميح جنوباً، وطريق السوق غرباً، وعمارة عجلان شمالاً، والطريق العام شرقاً، بما لها من مخازن ودكاكين وأرض، بحيث يعطى المؤذن على رأس كل عام 40 روبية سكة، وما زاد لإصلاح العمارة والعين بالمسجد، مع دلوٍ وسراج (مصباح). وقد حررت وثيقة الوقف في جمادى الآخرة 1297هـ الموافق مايو 1880م.
– جدد بناء “مسجد بن نايم” في المحرق.
الوفاة:
توفي السيد عيسى بن أحمد سيادي عام 1339هـ الموافق لعام 1921م، رحمه الله تعالى رحمة واسعة، وجعل أعماله في ميزان حسناته.
المصادر :
1- بشار يوسف الحادي، أعيان البحرين في القرن الرابع عشر الهجري، ط1، المنامة، 2010، ج2، ص721-750.
2- دفتر يشير إلى ثلث عيسى بن أحمد سيادي كيف تم صرفه في أعمال الخير، متاح على مدونة بشار الحادي.
المرجع:
معجم تراجم أعلام الوقف ج1
إصدار الأمانة العامة للأوقاف في دولة الكويت